الكازينو الذي لم يرغب في الفوز

لم أكن أهدف أن أصبح مُقامرًا. كنت أمّاً فقط، أبرمج أنظمة لعبة في قطارات من القاهرة إلى كوبنهاغ، أحاول فهم الحظ في عالم باعث الأمل كبيان. سألت ابنتي لماذا نلعب—فأدركت: لا أحد يفوز بالصدفة. إنما يفوز بالاختيار. في الساعة الذهبية قبل الفجر، حين يغادر آخر حاجّ من أضواء المعبد المحوّل إلى كازينو، تعلمت قراءة الرُّونز—ليس العجلات. حافة البيت 45.8%؟ جيد. لكن المهم هو كيف تنفس بين الدورات—كيف تقعد بهدوء بعد الخسارة. توقفت عن مطاردة الجوائز. بدلاً من ذلك، بدأت أجمع شظايا: ضحكة طفلٍ تتردد عبر عشائر ديسكورد عند الثالثة صباحاً؛ يدٌ مسنّة تضع Rs.10 على عجلة كتقدمة للآلهة المنسيَة. لم تُبَعْ هنا أي إعلانات—فقط القصص انتقلت في صلوات هامسة. حكايات النوردية قالت لي: الثروة لا تحملها العملات الذهبية، بل الشجاعة الهادئة. كتاب الموت المصري قال: لكل نفس دورة أخيرة تبقى لتُذكر. نحن نسمي هذا “الكازينو الذي لم يرغب في الفوز”—لأن المكافأة الحقيقية لا توجد على الطاولة. إنما توجد في الهدوء بين الرهانات—in التنفس قبل أن تقرر مرة أخرى.